تجربة الصمت النبيل ( noble silence experiment )
نبذة :
هي تجربة يغلب عليها الطابع البوذي تقتضي إعتزال الحياة والتأمل, قمت بتكييف التجربة وتحديد المدة المناسبة لي شخصياً3 أيام من الصمت والإنقطاع عن التكنولوجيا
التجربة الأساسية تقتضي إعتزال الناس كلياً والإمتناع عن القراءة والتواصل الحسي والجنسي واللفظي مع الآخرين
ولكنني لم أمتنع عن القراءة, يفضل إتباع نظام تخفيفي من الطعام مع التجربة ولكن شخصياً لم ألتزم بأكثر من نظامي الغذائي البناتي المعتاد , كنت أريد قياس متغير واحد في هذه التجربة .
النتيجة :
موصى بها , وبشدّة .
لقد شعرت بعظم الحاجة للسماع لصوتي الداخلي واستشعار أهمتيه .. في هذه الأيام لقد كان هو وسيلتي الوحيدة للتعبير والتفكير , دون أية آراء أخرى
الصوت الذي قضيت حياتي أخرسه .. وأتملل من ضجيجه الذي لا يكاد يهدأ في رأسي .. أردت أن أشعره ببعض الإنصاف .
فِاليوم الأول كان اللقاء الأول أقل عنفاً مما توقعت ويتحلى بالكثير من الرزانة والعقلانية, حوارٌ تمّ بالورق والقلم .
لقد حاولت أنّ أقرّب بين أناي الحالمة , والمكافحة
فعرّفت الأولى على الحياة, والثانية على الحلم
وتوصّلت إلى نسج شيء من المودّة بينهما, فبعدما كانت أناي الحالمة تصرخ فقط بما تريد .. والأخرى تعبّر عن عجزها .. توصّلنا إلى حلّ وسط
يقتضي بأن أتقبّل الواقع قبل السعي لتطويره, إذا استمررت بترديد أنني لا أنتمي إلى هذا المكان فأنا لن أستطيع العيش فيه, عوضاً عن تغييره .
يمكنني الشعور بقدسيّة التجربة حتى دونما حاجة لأي فعل تحريضي, ربما بعد تشبيه والدتي لهذا العمل بالأيام اللاتي إعتزلت فيهنّ العذراء الناس .
إذا كانت هذه التجربة أشعرتني بحاجتي للكلام, فهي عرفتني حاجتي للصمت أكثر!.
من اللطيف سماع تبريرات الأطفال حول صمتي
أخبرتني دانة بأنني لا أمتلك أسناناً, وصالح أخبرني بأن النملة أكلت أسناني! بعد تحفيز والدتي لمخيّلاتهم بقولها " القطّة أكلت لسانها" .
شهيتي مفتوحة بشكل غير مسبوق للأكل , ولكن الصمت أضاف لوجودي صبغة هيبية لا يمكن إنكارها .