الأربعاء، 30 أكتوبر 2019

حرية لوجه الله

" ما هو السبب الذي يدفع أبنائنا للهجرة؟ يسعون للبهذلة والمرمطة بالغربة.. سبحان الله! "
هذا الحديث هو أكثر ما أسمع بين مجالس الأمهات الملتاعات على فلذّات أكبادهن المهاجرة.. ولكن لماذا فعلاً؟
أقول وأتحمّل إثم التعميم في كلامي إن أسراب الطيور المهاجرة نحو الغرب تحلم بالحريّة! 
نحن لا ننفك نخلع قناعاً حتى نرتدي الآخر.. ونعيش في دوامة من الخوف والهلع من اكتشاف حقيقة أنفسنا وسبر أغوار دواخلنا. في حياتنا يوجد دائماً شخص يراقب.. حتى أصبح المتنفس الوحيد هو الهويّة المزيّفة على تويتر وحديث لا يخرج عن حدود " التغريد ". 
في ملبسك ومشربك وتخصصك وحتى اختيار شريك حياتك.. هناك دائما حدّ لا ينبغي مجاوزته وإلا فقد أعلنت الحرب على الأمة جمعاء. يقول الرسول (الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ)، فلماذا لا ندخل في السلم جميعاً ونعقد هدنة؟ 
لا تتدخل، لا تغتاب، ولا تحكم..
ولكن فيمَ قد تنشغل مجالسنا بغير ذلك؟ لقد أخذنا على عاتقنا حماية القالب الغالب ونسينا أنفسنا، فهل لنا أن نتدارك الوقت قبل أن يدركنا؟